بات إطلاق هويات أو شعارات جديدة لشركات أو جهات كبيرة ومهمة يأتي بتسوماني مهول من الآراء المختلفة جدًا، تمامًا كما حدث مع أوبر، إير بي أن بي، متحف المتروبوليتان للفنون، وأيضًا شعار جوجل.
مؤخراً منظمة مهمة جدًا حدَّثت شعارها، لكن بالكاد سمعت الناس به وهو شعار البيت الأبيض. حتى مع الزخم الإعلامي الكبير حالياً حول من سيعيش تحت سقف البيت الأبيض بعد انتهاء الفترة الرئاسية لأوباما، يبقى السؤال هنا هو لماذا لم ننبته لذلك أو نهتم به؟
بعد فترة وجيزة من افتتاحنا لمكتبنا في مدينة نيويورك عام 2009، وصلتنا دعوة من أصدقائنا فيما يطلق عليه الآن “المجلس الكوبي” للانضمام إلى مشروع بدا لنا خياليًا وهو إعادة تصميم شعار البيت الأبيض، نعم البيت الأبيض. وكوننا صرنا مواطنين أمريكيين حديثًا فقط، فقد كنا جد حريصين على إثبات أنفسنا بحصولنا على فرصة لإعداد البيت الابيض للعالم الرقمي من خلال العمل على شعاره وهويته البصرية. وبهذا بدأ البحث.
مع تقدم بحثنا، بدأنا نستوعب الأهمية التاريخية لهذا الرمز، هنا ورقة نقدية بقيمة 20 دولار من العام 1928.
في عام 1998، اعتمدت صورة القسم الشمالي من البيت الأبيض، لتتحول هذه الصورة إلى أيقونة للبيت كله. كما كان الرئيس رونالد ريغن هو أول من استخدم الأبيت الأبيض كشعار في المؤتمرات الصحفية، وتم تحديث رسم الشعار بعدها مرات عدة.
عندما شهدت النسخة الأولى الضوء عام 1994، لم يتم استخدام صورة البيت الأبيض في الموقع الرسمي له، أو أي صورة أخرى له، النسخة الأولى من الشعار الحالي تم تصميمها عام 2003، وظهرت لأول مرة على الشبكة عام 2007، وذلك عندما أطلقت إدارة الرئيس جورج بوش حملة كبيرة لإعادة تصميم هوية البيت، ومنذ ذلك الوقت والشعار متواجد في كل نسخة من موقع البيت الأبيض حتى النسخة الصادرة في العام 2009 بعد تولى باراك أوباما الحكم.
وهنا أين تبدأ رحلتنا بالعودة إلى العام 2009. عندما أصبح شعار البيت الأبيض بالخلفية الزرقاء هو الشعار الرسمي.
دققنا وأخدنا نظرة فاحصة على الشعار في ذلك الوقت، وفوجئنا باكتشاف خطب بالشعار. أو ربما هي شيفرة ماسونية ما! سندعوكم لاستخراج كل خيالاتكم عن التنويرية، لكن العنصر المعماري الفعلي في مبنى البيت الأبيض عبارة عن قوس، ألق نظرة فاحصة أخرى، أجل انه هرم. انه نفس الهرم الذي تراه في الورقة النقدية للدولار الواحد!
دعونا نمضي قدماً ونلقي نظرة فاحصة أخرى على الشعار. وجدنا بوضوح أن بعض الأمور ليست بالشكل الذي يجب أن تكون عليه. فالشعار مليء بالأغلاط، ألق نظرة على توافق وتموضع الأعمدة بما فيها الأعمدة الخلفية. ولذلك قررنا تنظيف وترتيب الشعار، وإعادة رسمه من جديد وانشاء نسختين منه: نسخة أكثر تبسيطاً تحافظ على التفاصيل المهمة مع حذف الهرم واستبداله بالقوس، ونسخة مبسطة أخرى للاستخدام الرقمي، وأيضا ضبطنا المسافات بين الأعمدة.
نسخة تفصيلية
نسخة مبسطة للاستخدام الرقمي
عندما عرضنا نسخة الشعار للاستخدام الرقمي ومعها توصياتنا للبيت الأبيض، قيل لنا – بعد أسبوع – أنهم لن يمضوا في المشروع، طبعاً أصبنا بالاحباط، وأيضاً استغربنا باحتفاظهم بالشعار الخاطئ لسبع سنوات لاحقة.
في شهر إبريل 2016، حصل البيت الأبيض على هوية جديدة، مع أن كل عيون العالم معلقة بالبيت الأبيض، لكن يبدو أننا ربما الوحيدين من يتابعونه عن كثب.
وهذه هي الشعارات الجديدة:
1- نسخة نفصلة
2- نسخة مصغرة مبسطة للاستخدام الرقمي
وبنظرة فاحصة عليهما، سنجد أولاً وقبل كل شيء أنها أفضل بكثير من النسخة السابقة، كما تم إصلاح الهرم واستبداله بالقوس، لكن الأقوس والأهرام فوق النوافذ في الجانب الأيمن غير صحيحة! وهذا تصحيح سريع منا بالفوتوشوب.
أيضًا النسخة المبسطة للاستخدام الرقمي لديها نفس الخطأ، الأقواس والأهرامات فوق النوافذ في القسم الأيمن غير صحيحة. تحتاج كلها لأن تقلب أفقياً.
نحن نعلم أنه من السهل توجيه أصابع الاتهام، لكن القارئ الملاحظ جيداً سينتبه إلى أننا قمنا بنفس الخطأ عندما سلمنا نسخة الشعار الجديدة للبيت الأبيض، شخصا ما عثر على ملفاتنا للعام 2009، وقام بتصحيح الشعار في 2016 دون أن ينتبه للخطأ الجديد الذي ارتكبناه نحن، وإذا كان هذا هو السيناريو الذي سارت به الأمور فإن شركتنا “Hello Monday” تكون قد صممت بكل غير مباشر الهوية البصرية الجديدة للبيت الأبيض، وإذا كان هذا صحيحاً – ولازلنا ننتظر تأكيداً من الحكومة – فإن هذا يجعلنا قريبين جدًا من ذروة مستقبلنا المهني.
لذا سيدي أو سيدتي رئيس المستقبل، إذا رغبت في تغيير ما، فإن شعار بيتك القادم سيكون نقطة انطلاق رائعة.
—–
المقال مترجم بتصرف عن:
The Race for The White House Logo
أحدث التعليقات