الحديث عن الشعارات الحروفية أو الخطية يتم دوماً بالتفكير في الخطاطين الذين يشاركون بشكل أو بآخر في تشكيل ثقاقتنا البصرية حول الأسلوب المناسب لتلك الشعارات، لكنه في نفس الوقت يحتاج للنظرة التجريبية لمصممي الغرافيكس؛ التي تبحث دوما عن الغير مألوف وتكسر القواعد.
كلما عدت إلى أساسيات التصميم البديهية التي يتناولها كل طالب، أو القواعد التي تشرح التصميم الغرافيكي لا يمكنني سوى رؤية تلك الدوائر التي توضح ماهي عناصر التصميم وماهي مبادئه، ومن ثم عملية التركيب التي تأتي بدمج العناصر بالمبادئ للخروج بتجربة جديدة كل مرة. ودوماً أرى الخط العربي ينتمي إلى عناصر التصميم، وأجد أنه لا يحمل أي مزية أو أفضلية على أي عنصر من عناصر التصميم الأخرى، حيث أنه يخضع للتجريب وللجمالية والوظيفة المطلوبة.
لذلك بشكل ما يتفوق المصمم الذي لديه خلفية عن الخط العربي في تجديد التصميم العربي، حيث يعرف جيدا أنه يتعامل مع عناصر تجريبية، ولا مجال للتعامل مع الخط كفن له أفضلية ولا يجوز تعديله أو تغييره، وفي نفس الوقت يفهم جيداً قوة الخط العربي وكيفية استخدامه.
الصورة على اليمين لفاطمة الشريقية
ومن هنا جاءت رؤيتي لـ ورشة الشعارات الحروفية التي قدمتها في ملتقى التصميم بجامعة السلطان قابوس، ولأني لست خطاطاً وليس لدي سوى بعض الممارسات في الخط، فقد قررت أن افضل ما يمكن القيام به هو تقديم أسلوب عملي في الشعارت الحروفية، لن تكون الورشة عن الممارسات الصحيحة للشعارات الحروفية، لأنه لا توجد قاعدة محددة لها، ولأنها ليست سوى مجموعة تجارب مختلفة للمصممين والخطاطين.
لذا أولاً كان علي شرح تلك الأفكار بالتدريج، شرح لخلفيتي في التصميم وأنني لا أقدم لهم سوى وجهة نظري، ومن ثم توضيح مكانة الخط العربي في التصميم، ومن ثم نماذج لاستخدامات الخط العربي في التصميم والحرية والامكانات التي يتمتع بها التصميم في التعامل مع الخط، بالاضافة إلى شرح لأنواع الشعارات بشكل عام، ومن ثم تقسيمات الشعارات العربية، والتي أستفدت منها عند مطالعتي لورشة للخطاط وسام شوكت. كما كان يتوجب علي التوضيح إلى أنني كمصمم عند عملية تصميم شعار ما، فأنا أنظر لفن الخط العربي Calligraphy والخط الطباعي Typeface ورسم الخط Lettering بنفس النظرة، فما يهمني هو النتيجة التي سأحصل عليها.
مصدر الصورة هند
أسلوبي في العمل بالأساس يعتمد على مهارتي في الرسم، أنا رسام ماهر، لذلك أعتمد بشكل كبير على رسم الحرف العربي عن خطه بالقلم، وجل الشعارات التي صممتها تعتمد على قدرتي على تعديل رسم الخط الذي قمته وتحوريه لكسر قواعده لكن في نفس الوقت المحافظة على هوية الخط العربي فيه.
وعلى الرغم من أني توقعت من المشاركين صعوبة في فهم ما أود إيصاله، فاجئني بعضهم أنهم استوعبوا الفكرة مباشرة وكانت نتائجهم الأساسية بديعة، في حين أن بعضهم الآخر كان مركزاً على خط الشعار بالقلم والالتزام برسم الخط العربي عوض التفكير فيه كشكل بصري منفصل عن الخط. أما التحدي الآخر فكان أن ليس لدى الجميع مهارة الرسم، فكانت الأفكار ذكية لكن لا يمكن تجسيدها على الورق لتقديم نموذج أولي للشعار، بعضهم كانت لديهم المهارة في استخدام الاليستريتور لكن مع الأسف لم تتوفر الأجهزة على البرنامج. عموماً كانت التجربة بالنسبة لي جميلة وخارجة عن المألوف في تصميم الشعارات، حيث أن التعامل مع الخط العربي لوحده يفتح احتمالات لا نهائية والجمالية قد تكون إما في ذكاء الفكرة، أو في تناغم الحروف.
هنا بعض الاسكتشات من المشاركين.
شكراً لجامعة السلطان قابوس على هذه الفرصة الطيبة لمشاركة تجربتي.
فعلًا،، التعامل مع الخط العربي يفتح احتمالات لا نهائية، والجمالية قد تكون إما في ذكاء الفكرة، أو في تناغم الحروف.
أحسنت قولًا
قمة التجديد والإبداع والمنهجية في تبسيط هذا الفن الجميل
الخط العربي لا يجب أن يخضع لتصميم الشعارات العكس صحيح
شكرا لك أتمنى نرى لك محاضرة على اليوتيوب لتعم الفائدة
ونشاركك هذا التوجه ^.^ وندعم نظريتك بإذن الله هذا هو التجديد
وهو الصحيح المطلوب .. بعيدا عن قواعد الخط العربي
وفي إطار قواعد تصميم الشعارت ..