أول مرة سمعت بالفيلم كان من خلال برنامج سينمائي في التسعينيات على قناة أم بي سي، وقتها طبعاً سادت أفلام جون كلود فاندام وجاكي شان وتشاك نوريس وغيرهم كثير، أفلام تعتمد على الفنون القتالية بكل تنوعها، تلك الموضة التي أسس لها الراحل بروس لي، ثم انتقلت كالعدوى في جيل بأكمله، فتنوعت الأفلام وقصصها والفنون القتالية التي تحتويها، كما تنوع أبطالها، وبات هَّم المنتجين والمخرجين البحث عن ألمع نجوم فنون القتال وجذبهم لمجال التمثيل، خاصة أن سوق الفيديو كان رائجاً ويحقق مبيعات خيالية وهو ما ساعد قتالياً مثل فاندام ليكون نجم أفلام الفيديو بدون منازع لفترة طويلة.
لكن فيلم مورتال كومبات أتى بشيء جديد لساحة الأفلام القتالية.. رفع مستوى التذوق قليلاً من الناحية الفنية..
كانت الأفلام القتالية تعتمد على البطولة الفردية، الشاب الوسيم صاحب المهارات القتالية الفريدة الذي يجد نفسه في موقف عصيب يحتم عليه استغلال مهاراته ليحل مشاكله ولينقذ حبيبته أو أهله، أما البطولة الجماعية كانت آخر ما يمكن توقعه، مجموعة متنوعة من الأبطال ذوي المهارات المتنوعة يتشاركون البطولة في جو جديد، وتناول مختلف.
الفيلم اعتمد على لعبة فيديو شهيرة تحمل نفس الإسم صدرت عام 1993، من جرب ولعبها يعرف جيداً أنها كانت خارج المألوف، من الفنون القتالية المختلفة والغريبة في أحيان كثيرة مع عنف ودموية مبالغ فيها، إلى الجو القوطي والمرعب المظلم الذي يتكون فيه، من تنانين وجماجم وهياكل عظمية وأبواب مرعبة بمخلوقات من الجحيم، مع أسلوب الختم الذي يحدث في نهاية كل جولة قتالية، أذكر أني أصبت بالرعب حين شاهدت أول ختمة قتالية في اللعبة، حيث ينفجر رأس الخاسر.. كان مستوى العنف فيها مرتفعاً بحق. حتى أن شخصيات لعبة الفيديو كانت أقرب الشخصيات إلى الواقعية عن بقية ألعاب الفيديو، والدماء التي تتناثر فيها أيضاً، ولا يمكنك أن تنسى تصميم الملابس الذي اعتمدت عليه، كانت نقلة بمقاييس تلك الفترة.
ومع هذا فالهدف كان واضحاً في اللعبة وفي الفيلم، وهو نقلك إلى تجربة فانتازية جديدة، إلى مكان خيالي وبيئة قريبة إلى تفكيرك كمهووس بالفنون القتالية – وهي ميزة جيلنا الذي تقريباً عدد كبير منه التحق باحدى صالات تدريب الكاراتيه أو الكونغ فو -، أيضاً تلك البيئة كانت مليئة بالشخصيات المتناقضة والمستقلة عن بعضها.
الحكاية كلها تتحدث عن الصراع بين عالم الخير وعالم الشر وهي تيمة قديمة وبطرح جديد، عالم الشر سيحتل عالم الأرض بسبب نتيجة مباريات قتالية غريبة.. لذا ربما هذا سبب في أن الاخراج كان بأسلوب مسرحي واضح، حيث حركة الكاميرا وزواياها والإلقاء والحوار فيه يبدو مبالغاً ويذكرك بأفلام الرسوم المتحركة القتالية التي اشتهرت في تلك الفترة كذلك.
لكن ميزة الفيلم – وقتها طبعاً – أنه اعتمد على شيئين رئيسيين زادا من شعبيته وأبعداه عن منافسة الأفلام التقليدية لفاندام وجاكي شان، وهما “الجرافيكس والموسيقى“، تقينات الجرافيكس ثلاثية الأبعاد مع أنها تبدو لنا حالياً بدائية جداً ومثيرة للضحك أحياناً، لكنها بمعايير تلك الفترة خيالية وأعطت للفيلم البعد اللازم له الذي يحتاجه لينقل لك تلك الأجواء الفانتازية والرعب القوطي. أما الموسيقى فهي حكاية أخرى، حيث ما تزال لحد الآن مقطوعة الافتتاحية Techno Syndrome موسيقى التيكنو الأروع، وتقريباً أظنها تشكل لوحدها نصف قوة فيلم مورتال كومبات، حيث انتشرت كالنار في صالات التدريب عبر العالم، وتبناها رياضيون كثر لما كان لها من تأثير وتحميس لكل من يستمع لها خاصة مع البداية التي تعتبر امضاءاً بكلمة واحدة “مورتال كومباااات”
من وقت مشاهدتي الفيلم وأنا أعشق شعار التنين الذي يخرج لسانه 🙂