عندما رغبت في الكتابة حول “فريج” مسلسل الكرتون الإماراتي الناجح لم أعرف بالضبط من أين أبدء.. من البارحة وأنا محتار.. فكل الذي تجده تقريبًا ويتكرر بشكل دوري هو ذكر قصة صاحب العمل ومخرجه الفنان “محمد سعيد حارب“.. والذي بدأ مع هذا النص عندما كان في عمره 19 سنة على صفحات كتاب جامعي سنة 1998 ولم يتوقع قط أن مستقبله سيتغير بسبب هذه الشخصيات وأنه سيكون وراء واحد من أنجح أفلام الكرتون في الإمارات والوطن العربي.
سأتحدث عن المسلسل باختصار.. حيث يروي في كل حلقة خلال 15 دقيقة مغامرات أربعة عجائز من الإمارات شعارهن “عند العيايز كل شيء يايز” = عند العجائز كل شيء جائز.. ولكل عجوز صفات معينة تميزها عن الأخرى.. ويستخدم المسلسل اللهجة الإماراتية بشكل مذهل في الحوار وبشكل طريف للغاية ويعتمد على سيناريو وقصة محكمة للغاية.. وفي كل مرة يقودنا هذا إلى قضايا اجتماعية مختلفة.
شاهدت الحلقة الثالثة من الجزء الثاني لفريج.. لم أتصور قط أنني سأقع من الضحك طوال تلك المدة مع أن كل حكاية الحلقة تلك كانت تقريبا تدور في جلسة واحدة فقط بين العجائز وبين الجنية المصرية التي احتلت جسد “أم سلوم” صديقتهن.. وبشكل طريف يجعلنا نقارن بين الثقافات والهجات وطرق التفكير بين نساء شعبين مختلفين.
حاولت القراءة عن مشروع المسلسل فوجدت الكثير عنه ولكن في موقعه الرسمي كانت هذه الفقرة :
رأى “فريج” النور لأول مرة على صفحات كتاب جامعي عام 1998، لكنّه لم يتحوّل إلى حقيقة إلا عام 2003 بعد أن تبنّته مدينة دبي للإعلام. تمّ تجهيز فيلم تجريبي قصير لاختبار جدوى الفكرة، وسرعان ما حازت الفكرة على الموافقة الرسمية من مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، التي قامت بالتمويل الأساسي لهذا المشروع. وفي شهر سبتمبر 2005، تمّ تأسيس “لامتارا بيكتشورز” (Lammtara Pictures) للإشراف على الإنتاج، كما تمّ تشكيل فريق عمل من 500 شخص للمشاركة في جعل هذا الحلم حقيقة.
بعدها بدأت تصادفني بعض الجملة والتعليقات التي تقول بان التنفيذ دومًا راجع إلى شركات أجنبية وعلى غير العرب وهي التي تسهر على نجاح مثل هذه المشاريع التي ليست سوى ساحة للاسترزاق منها.. والكلام بالطبع سيقودنا إلى موضوع معروف طبعًا وهو ما لا أريد الخوض فيه وأراه في هذه الحالة مجانب للصواب.. وبعيدًا عنه ومن خلال خلاصة ما قرأته أرى بأن الذي سبب نجاح هذه المشروع:
أن العمل الإبداعي كان موجودًا حقًا منذ فترة أي منذ 1998 حتى غاية 2003 أي أنها فترة اختمر فيها العمل لدي الفنان محمد حارب استطاع معها تطوير الشخصيات والتحكم فيها والاستفادة من البيئة الإماراتية التقليدية بالشكل المناسب حيث أنها (( بيئة خام )) لم يتم تناولها من قبل بهذا الشكل وبهذه الزاوية وهذا كله بالاستفادة من دراسته الأكاديمية.
أيضًا أن العمل تزامن مع فترة بدأت فيها الإمارات البحث عن مشاريع إعلامية تميزها وفي استقطاب المؤسسات والوجوه الإعلامية الكبيرة.. وتتجه إلى توسيع رقعتها الإعلامية وإلى بسط نفوذ إعلامي على الساحة والدليل على ذلك أن أهم المحطات الفضائيات العربية متواجدة بمدينة دبي للإعلام لتوفر البيئة العمل المناسبة فيها.
تزامن العمل كذلك مع تأسيس مؤسسة محمد بن براشد لدعم مشاريع الشباب سنة 2002.. وأرى أنها نقطة القوة التي ساعدت على تعجيل نجاح العمل فوجود مؤسسة فتية مثل هذه تعمل بحماسة لإثبات نجاحها في دعم مشاريع الشباب ويصادف هذا وجود إبداع فريد من نوعه يبرز الخصوصية الإماراتية بشكل لم يتم طرحه من قبل والأهم من ذلك بقلم إماراتي مبدع وفريق من المبدعين بعد ذلك بالتأكيد سيحوز هذا اهتمام المؤسسة.. ويتزامن مع فترة سعي الإمارات لإثبات نفسها إعلاميًا كما قلنا منذ قليل.
هذا ما أراه من خلال تحليلي البسيط المخلص لسبب نجاح مسلسل الفريج.. فالعمل الإبداعي نفسه والفريق الذي عمل عليه والبيئة التي تواجد فيها والتوقيت كذلك ساعد على توفير جميع العوامل المناسبة لإنجاحه.. ولهذا لم أتقبل تلك التعليقات التي فسرت نجاح العمل إلى عوامل أخرى.
كما أنني لا أتفق مع من ينسب النجاح إلى صاحب الفكرة “محمد حارب” فقط ويضيف لها من خياله الكثير.. هو فقط جزء من هذا النجاح في رأيي وهذا لا يعني بخسه حقه على العكس هو شكل نواة هذا العمل.. لكن العوامل الأخرى كذلك لها قيمتها وأهميتها.. لأننا نعلم جميعًا أن هناك أعمالاً أخرى عالية المستوى لشباب عربي ينتظر فقط فرصته وتوفر بيئة ملائمة لذلك.
في الأخير.. وبعيدًا عن هذا التحليل حتى وإن كان ينقصه أشياء كثيرة إلا أنني أرجو منكم مشاهده هذه الحلقة التي شاهدتها اليوم “يا تشوفوها .. يا مش حاااااااااخرج”:
بصراحة مسلسل كرتوني رائع
تابعت بعض الحلقات من هذا المسلسل وقد أعجبني كثيرا
أما بالنسبة للأسباب التي جعلته ينجح هو التفاف جهات إعلامية كبيرة حول العمل والاعتماد على العمل الجماعي الكبير
وتوفر نية إنجاح العمل من طرف كل من يعمل عليه
وهذا سر النجاع العمل الجماعي والاييمان بالفكرة
السلام عليكم …
و الله الفكرة رائعة ، أنك تحافظ على تراثك و لغتك من خلال مبادرات مثل هذه
“بلهجة إماراتية ” …. و الله ألهمتني الفكرة ,,,
يا أخي حمود لماذا لا تكون هناك في الجزائر مبادرات مثل هذه بلهجة جزائرية ، و الشخصيات من مختلف المناطق لتعكس تراث كل شخص ، عاداته و تقاليده ,,, ةو نحن نعلم مدى التنوع الثقافي المتناسي للفرد الجزائري ,,,
أدعوك خالد ميمون ، عصام حمود ,,, إلى البداية في التفكير مسلسل كوميدي يعكس الجانب الثقافي ، ,,, ربما سيتطلب منا وقت لكن إن خرج إلى النور ، يمكن يغير شيء من حالة الروتين التي يعرفها المشاهد الجزائري ,,,
خالد ميمون : ألم تعتز بلغة الدارجة ، … فلماذا لا نبدأ ….
سر النجاح….. العمل الجماعي والاييمان بالفكرة
شكرا أخي الطاهر على هذه الدعوة ولكن ليس هذا من اختصاصي بل يمكن أن تهم أخونا أمتون
فهو رسام موهوب ويمكنه تحقيق هذا المشروع بالتعاون مع المختصين في هذا الجانب