وائل عتيلي.. من أوائل الفنانين والمدونين الذين تعرفت عليهم في بدايات التدوين ولكنني لم أكن معلقًا لديه ولا حتى تواصلت معه.. فقط كنت أتابع تدويناته وأعماله بشكل دوري لما فيها من تميز وابداع.. بعدها تعرفت على إبداع أكثر من طرفه على موقع إكبس للفيديو والصور حيث كانت سمة الموقع المميزة واضحة جدًا في تصاميمه.. ومن ثم موقع إشكي المتميز.. بعدها وخلال هذه السنة وبسبب مشروعه الجديد المميز وجدت أنني بحاجة إلى إجراء هذا الحوار مع وائل.. وقد تفضل بقبول إجراءه بطيبة وكان التواصل معه سريعًا وممتعًا..
كبداية ضرورية في أي حوار.. أنا بحاجة إلى تعريف/ تقديم لنفسك عزيزي وائل؟.. اسمك، سنك، طولك، عرضك، دراستك.. ألخ ألخ ألخ.؟
وائل عفيف عتّيلي من مواليد الكويت عام الـ1979، عاش وتربى في عمّان..درس هندسة العمارة في الجامعة الأردنية، وعمل في مجال التصميم الجرافيكي والوسائط المتعددة منذ 1994. وفي عام 2008 بدأ عمله الخاص بتأسيس شركة خرابيش. متزوج ولديه طفلتان.
قبل أن أبدأ كذلك في الأسئلة.. أحتاج إلى توضيح؛ كثيرون يعرفونك من خلال مدونتك باسم “شعتيلي” وتخيل لو قلت لك بأنني ظللت لوقت طويل أعتبره لقب عائلتك الحقيقي؟
بالعكس لا أستغرب ذلك. وهو أيضاً قريب من إسم العائلة.. فشعتيلي هي مزيج بين كلمة “شعتله” وهي بالعامية الأردنية تعني ” بهدلة أو لخبطة أو فركشة” وبين كلمة عتّيلي وهي إسم العائلة نسبة إلى قرية عتّيل قضاء طولكرم في فلسطين.. وقد كان أصدقائي يلقبوني بهذا الاسم لكوني كنت دائماً أظهر في حالة مزرية من التعب والبهدلة نتيجة العمل والدراسة وما إلى ذلك…
حتى الآن أنا مستغرب من أسلوبك المميز في الرسم.. بالرغم من أنني متابع جيد للكاريكاتير ولكنني لم أصادف من قبل مثل هذا الأسلوب.. من أين أتيت به؟.. أو ربما بشكل أصح ما هي خلفياتك في رسم الكرتون؟
في البداية أنا لا أعتبر نفسي رسّام كاريكاتير محترف، ويبدوا أن خلفيتي في التصميم الجرافيكي وهندسة العمارة كان لها تأثير كبير. لكنّي أظن أن رغبتي الشديدة في التجريب والتحرر هي من أهم العوامل التي أفرزت أعمالي. ومع هذا فأنا أحاول دائماً أن لا أتقيّد باسلوب معيّن وأحاول دائماً أن تسيطر الفكرة على محتوى الرسم أكثر من الرسم ذاته..
بما أننا سنتحدث بصراحة، أنت متميز بسخريتك واستخدامك أحيانا لعبارات وألفاظ “خارج المألوف” وأحياناً عبارات “سوقية” في رسوماتك وإبداعاتك، لا أنكر بأنني انزعج منها أحيانا ولكنني لا أنكر أيضًا في نفس الوقت بأنني أغرق في الضحك عند قراءتها، أنا لا أقوم بالرقابة عليك هنا.. فقط: هل تضع لنفسك حدودًا عند تجسيد فكرة ما؟؟
معظم الرسوم التي عُرفت بها كانت نتيجة المدونة.. ولأكون صريحاً معك فقد كانت المدونة إختباراً لمدى الحرية التي قد أصلها وكان الوضع بالنسبة لي مغرياً بعض الشيء.. وقررت أن أعبر عن آرائي كما تخطر في ذهني بدون قيود أو حواجز.. في محاولة لتقديم رأي صادق أمام الجميع. إن إستخدامي لبعض الألفاظ السوقية ليس لمجرد الاستخدام المهين.. ولكنه برأي تعبير صادق وصارخ عن غضب وإحباط من المحيط السياسي والاجتماعي الذي نعيش فيه.. وهذه الألفاظ لا توظّف إلا لصرخة غاضبة تعرى واقعاً أليماً نعيشه.. إن العيب ليس في اللفظ بحد ذاته وإنما العيب في ما نراه من أخطاء ومآسي نسكت عنها..
سؤال تقليدي آخر: من أين تأتي بأفكارك؟؟ طيب، هذا النوع من الأعمال سواء في الشكل أو المضمون الساخرين جدًا، أرى بأنه شبه غائب في ثقافة الجيل الحالي من الشباب العربي ولا يكاد يمثله سوى أشخاص قليلون أعتبرك واحد منهم، أما البقية فأرى أنهم يحصرون أنفسهم في رسم الكاريكاتير اليومي في الجرائد ويكتفون بذلك.. هل لك أن تفسر لي هذا؟
تحفز الأفكار من خلال حدث أو تجربة أمر بها شخصياً فيأتي العمل تعليقاً على تلك التجربة أو الحدث. وهنا دعني أختلف معك في الرأي ُرني أرى أن الأجيال الجديدة قادرة على التعبير بشكل أكبر وأقوى من الأجيال القديمة، فالشباب العربي بات أوعى وأدرك من الجيل السابق وقادر على التعاطي مع القضايا المعقدة بشكل أكفأ ممن سبقوهم.. إن مجرد إختلاف طريقة التعبير لا يعني عدم وجودها. أمّا في قضية نشر الأعمال فأنا وبشكل متزايد وجود العديد من الشباب العربي الذي يقدمون أعمالهم عبر الانترنيت ولدي الكثير الكثير من الأمثلة.. ليس فقط من خلال المدونات وإنما من خلال مواقع أخرى مثل الـ Flickr و youtube و facebook غيرها..
هذا يقودني كذلك إلى سؤال حول “تميز الفنان”، البعض يلزمون أنفسهم مدارس فنية معينة ولا يخرجون عنها بل منهم من يعتبر الخروج عنها نوعا من الكفر، وقليلون هم من يكونون أسلوبهم الخاص ويخرجون عن المألوف؟
هذا الأمر موجود في شتى أنواع الفنون والعلوم منذ أن خلق الله الإنسان، وهي تعتمد على طبيعة الشخص ومدى تفكيره ولأكون صادقاً معك ليس لدي جواب معين حول هذا السؤال…
أحول الآن إلى مشروع/شركة “خرابيش” أخبرني كيف نشأت فكرته؟ وعن الفريق الذي نشأ بعدها؟
إن عالمنا العربي في هذا العصر يعاني فقر مطقعاً في ما يتعلق في المحتوى الإبداعي.. فمع ظهور المئات من المحطات التلفزيونية والإذاعية وانتشار الأقمار الصناعية وشبكات الإنترنت وتتطور وسائل الاتصال.. أصبح الطلب على المحتوى الإبداعي يفوق قدرتنا الحالية على الانتاج.. فتوجه الجميع إلى إستهلاك المحتوى الغربي واستيرادها من الخارج كما نستور معظم أمور حياتنا.. إن خرابيش هي محاولة للتحّول من مجتمعات مستهلكة للمحتوى إلى مجتمعات منتجة من خلال تحويلها إلى صناعة قادرة على تعيّش العقول المبدعة من خلالها.. فإن استطعنا النجاح فإن قصّتنا ستكون محفزاً للآخرين لسلوك الطريق معنا وهنا يأتي التغير..
كنوع من السذاجة انتظر منك الحديث عن عبارة “محتوى إبداعي ذو تكلفة قليلة وحرفية عالية ” والتي استخدمتموها في تقديمكم لفكرة المشروع؟
ببساطة فإن تتطور أجهزة الكمبيوتر وبرامجها وتوفرها بتكلفة أقل من الماضي أتاح لنا إنتاج محتوى بجودة عالية وبتكلفة أقل مما كانت عليه في السابق، خذ على سبيل المثال إنتاج الرسوم المتحركة حيث كانت في السابق تتطلب مجهوداً كبيراً وفريقاً أكبر وساعات طويلة من العمل. بينما الآن ما يقوم به فرد علي جهاز الكمبيوتر في ساعات قليلة يعادل عمل الكثيرين ولساعات طويل… وهذا كله جعل إنتاج الرسوم المتحركة أقل كلفة مما سبق..
أنتم توفرون موادًا إبداعية لوسائل النشر المختلفة “تلفاز، هواتف خلوية، انترنت، وسائل النشر المطبوعة والإذاعة”، هل حققتم حتى الآن الصدى المطلوب لتواصل جهات النشر تلك معكم من أجل مواد حصرية لها؟.. أم أنكم تسوقون موادكم الخاصة بكم فقط؟
نحن الآن نمشي في اتجاهين معاً.. إنتاج برامج حصرية لناشرين ومنتجين آخرين كما نقوم بانتاج وتسويق محتوياتنا.
والآن كيف صار المشروع وما هي الخطوة القادمة بشأنه؟
هناك منحنى تعلّمي نمر به ولكننا بحمد الله وصلنا مراحل لم نكن نتخيل أن نصلها في وقت قصير.. نحن متفائلون بالمستقبل ولدينا آمال كبيرة على ذلك. إن ما نقوم به شيء جديد حتى بالنسبة لجهات النشر ومع الزمن ستتشكل طبيعة العلاقة بيننا وبين الناشر.
الحقيقة أن اهتمامي هو بالرؤية الفنية والبصرية العامة لأي مشروع.. وقد لفتني تقديم مشروعكم بشكل مميز جدًا، من نوعية الرسوم إلى تلك الخطوط الكرتونية بدءًا من الشعار إلى الفونت المستخدم انتهاءً بالألوان العامة للمشروع (أصفر ورمادي).. أأنت من الذي يشرف على تحديد هذه الرؤية؟؟
نعم بالإضافة إلى فريق رائع من الفنانين والمصميم.
أشكرك كثيرًا عزيزي وائل على قبولك إجراء هذا الحوار السريع.. وكلمة أخيرة.
شكراً لك على إتاحة هذه الفرصة لي للتحدث عن مدونتي وشركة خرابيش واتمنى أن نلتقي في المستقبل القريب وكل التوفيق لمدونتك الرائعة التي أرى فيها مستقبلاً باهراً من النجاح والتأثير.
رائع جدا أخونا وائل مليء بالحيوية ويبعث في الواحد شعلة من النشاط بارك الله له في أعماله
شكرا عصام على تقديم هذا الحوار
الرجل وائل عتيلي اكثر الرجال نشاطا وحفاظا على العمل من كل الرجال الذين رايتهم في حياتي واتمنى ان يستمر هكذا دائما وان ينجح في كل اعماله.
ولانني احب ابنته جونة ساعلمه كيف تدعو له دائما ان ينجح في ككككككككككككككككل اعماله.
يا رب قولوا امين
اولا انا بطريقة الصدفه دخلت الى هذا الموقع
لانني كنت ابحثعن شخص في عائلتي
اسمي مثنى زهير عتيلي من مواليد بلدة عتيلي قضاء طولكرم شمال فلسطين عام 1977
اود بعد قراءة ورؤية ما يرسمه الاخ وائل ان يعرفني عن نفسه اكثر فاكثر
ولي الفخر ان يكون لي من ابناء عائلتي مبدعين امثالك لان عتيل لا تخرج غير مبدعين
لك مني اجل احترام ولاصحاب هذا الموقع المتميز
مثنى عتيــــلي
رائع جدًا استمتعت بهذا اللقاء
شكرًا لك أخي
حوار رائع ومميز جداً
وفعلاً شخص مميز سبق وزرت موقعه لكن لم أكن متوقع أن أصله
من مدينتي 🙂