أشكر عبد الله مجددًا على هديته وعلى كتاب بانكسي الرائع والذي كنت قبل أيام فقط أشاهد أعماله مع أني لا أعرف عنه شيئا تقريبًا.. مجرد تجوال في أعماله التي ظننتها تخص بعض فناني الجرافيتي من ينتشرون في كل مكان ولديهم أفكار خارقة غير متوقعة على الجدران.. وأحيانا كنت أظنها مجموعة معينة لديها رسائل سياسية واجتماعية مناهضة للنظام في بريطانيا ومناهضة للرأسمالية وطريقة العيش التي تفرضها على البشر.
أكثر سؤال حيرني هو: كيف يمكن لشخص أن يقدم كل هذه الأعمال الفنية ” الرمزية ” ” الجرافيتية ” على الهواء الطلق ولا أحد ينتبه له أو حتى يعرف من هو؟.. أمر محير !!.. بل كيف يمكنه التجوال في متاحف عالمية ويعلق فيها أعماله ” العبقرية ” بجانب أشهر اللوحات دون أن يكتشفه أحد؟.. هل هو شخص واحد أم مجموعة من الأشخاص؟
بانكسي هو اسمه المستعار الذي يمضي به أعماله أو لنقل رسائله البصرية وكتاباته.. وهو على الأرجح بريطاني لأن ” جل ” أعماله موجودة على جدران وطرقات بريطانيا.. رسائله في الغالب ضد الرأسمالية وضد النظام وضد الحروب.. أما العبقرية فهي السمة الرئيسية لدى بانكسي.. حتى أنه يصف الجدران والمباني والطرقات وحتى التماثيل بأسلحته وأدواته وحين يجيب عما يستخدمه فهو يقول ببساطة: أستعمل أي شيء.. في غلاف كتابه Bansky.. Wall and Piece وضع رسمًا لمتظاهر يرشق شيئا ما.. ما أن ترى الجزء الأول من الرسم على الغلاف الأمامي حتى تتخيل مباشرة أنه يرشق بالحجارة لكن ما أن تقلب الكتاب حتى تجده يحمل الأزهار ليرشق الناس بها.. حتى أنه يتعمد إخفاء وجه المتظاهر ويرسمه كله بالأسود ولكنه يتعمد أيضا جعل الأزهار بالألوان فالمتظاهرون ليسوا بالضرورة مشاغبين كما يصورونهم لنا وليسوا بالضرورة على خطأ.
لديه شخصيات واضحة يحب استعمالها.. أهمها ” الجرذان ” بوصفها أكثر المخلوقات نبذا من طرف البشر والتي يرون في تصرفاتها كل أنواع الشغب والفساد ويرونها مسببا رئيسيا للفوضى ولهذا فهو يعشق استخدامها كرمز واضح لما يعانيه البشر من سيطرة الشركات والسياسيين على حياتنا وأفكرنا ومعتقداتنا.. والشخصية الثانية هي ” القردة ” والتي ترمز إليه هو شخصيا وترمز للعبث بالأشياء وبالذكاء الذي سيمكنها يوما من الثورة على البشر.. يكتب على صدر أحدها ” اضحكوا الآن.. لكن يوما ما احتمالنا سيفوق حده “.
يستخدم أيضا شخصية ” رجال الشرطة “.. والتي أراها الأجمل في العبثية.. إنها أكثر الشخصيات مقتا لدى بانكسي حتى أنك تلاحظ فورًا مدى اذلاله لهذه الشخصية في رسوماته وجلعها في وضعيات محرجة أحيانا واخرى ذات رمزية قمعية (بالرغم من اختلافي في الرؤية مع بانكسي ) لكن وكأنه يقول أننا كبشر نعرف ما الذي نفعله ولسنا بحاجة لمن يراقب تصرفاتنا ويعاقبنا عليها لذا فأعماله تكن كراهية لرجال الشرطة وقد يدل هذا على أنه قد تعرض من قبل للسجن أو ما شباه.
ربما رجال الشرطة أيضا مقرونون بكاميرات المراقبة الموزعة في كل مكان في الشوارع وفي المكاتب والأسواق والمتاحف.. وهناك عمل بليغ جدًا منشور في الكتاب يرسم فيه مجموعة من البشر العرايا ينحتون صخرا فإذا بهم ينحتون كاميرات مراقبة ليعبدونها وكأنها الإله الذي يحدد لهم حياتهم وينظمها وهذا رمز آخر للإله وللدين الذي يراه يقيد البشر ويحد من عقلهم وأفكارهم ( بشكل ما أعتقد أن بانكسي شخص ملحد ).
الشخصية الأخرى المهمة هي ” الأطفال “.. الدلالة الأكيدة هي أن الأطفال هنا يمثلون البراءة والجهل الذي لدى المجتمعات بحيث لا تدرك ما الذي تفعله أو ما الذي يفعل بهم.. وغالبًا ما يربط الأطفال بالأسلحة والصواريخ والأقنعة المضادة للغازات السامة.
الشيء الآخر لدى بانكسي والذي أعتبره ثورة ” غريبة ” بالنسبة لي ولكنها منطقية في نفس الوقت أنه يرفض ما يعرض علينا من فنون.. يرى أننا نشاهد ونتابع ما يقدم لنا من فنون وكأن الفن شيء محدد الشكل والبناء والتفاصيل ما عليك سوى أن تشاهده وتستمتع به ولا تناقش عن كنهه.. وأننا لا نقدم فننا الخاص أو نختاره بل نكتفي بمشاهدة أعمال لمجموعة صغيرة من بين ملايير البشر.
ما يجب علي الحديث عنه هو إبداعاته على الجدار العازل في الضفة الغربية.. حيث أحدثت رسوماته عليه ضجة كبيرة وأيضا ترحابا أكبر لما حملته من عبقرية وابداع ومعان أكبر للحرية.. وهو يصف فلسطين في الكتاب بأنها عبارة عن أكبر سجن على الهواء الطلق.
الكتاب يحتوي على عبارات واقتباسات عديدة مختصرة وصادمة للغاية.. بل تقريبا جل اللوحات المعروضة مقترنة بعبارة تزيد من رمزيتها ومن قوتها:
– إن من يطمسون أحيائنا فعلا هي الشركات باعلانتها وشعاراتها التي تنتشر في المباني والحافلات وفي كل مكان تتواجد أنت فيه كأن الأمر ليس مجرد إعلان بل طلب شراء واضح وصريح لمنتجاتها وخدماتها.
– تجد هذه الشركات أن من حقها أن ترميك برسائلها وإعلانتها وتضعها في وجهك مباشرة في كل مكان من دون حتى أن تناقشك في هل ترغب في رؤية الإعلان أم لا؟ والمحزن أنك لا تملك حتى حق الرد على ما تقوم به.
– حسنا لقد بدؤوا الحرب وليس هناك من سلاح أفضل من الجدران والطرقات لنواجههم به.
– يقولون ان الجرافيتي يخيف الناس وهو يرمز إلى الانحطاط في المجتمع.. لكن الحقيقة أن الجرافيتي خطر في عقول ثلاثة أنواع من البشر: السياسيون ومدراء الإعلانات التنفيذيون ومبدعوا الجرافيتي.
رائعة رسوماته شخصية مثيرة للإهتمام
شكرًا لك
سبحان الله … لسه من دقيقة شايف له فيديو تتر مسلسل ذا سيمبسونز : http://www.youtube.com/watch?v=2AA8gEokOhU
اسلوب نقده له طابع خاص
في البداية .. لا استطيع التعبير عن شكري لكم على اضفاء فن رائع وجميل لأعيوننا .. بالفعل_ ممتع _معبر .. والأهم الشفافية التي يتميز بها هذا الفنان .. وسرعة الوصول _لعنان فكرك وذاكرتك التي تحمل العديد من .. بصراحة أحببت ان اسميها _(العديد من _الفلاشات ..).. في زحمة الوقت لاتستطيع ان تتذكر بعض الأحيان كل التفاصيل .. ولكن بالتأكيد.. سوف تتذكر _الومضاااات .
تحياتي .. وآسف على الأطالة ،،
يمكن قطف العيد من العبر الإنسانية من شخص مثل بانكسي، شخص بمثل موهبته الفنية و رغم ذلك لا يبحث عن الشهرة.. إذا أعجبتك أعماله فأكيد سيعجبك فيلمه :
Exit Through the Gift Shop
http://www.imdb.com/title/tt1587707/
Sujet très bien
Mais j’espère que vous nous fournir les outils et les lieux de graphite spécialDonc ce n’est pas un effet négatif sur notre état de
Merci