يتساءل الكثير من مصممي الشعارات وبعض المهتمين، عن الفائدة المرجوة من نظام هندسي للشعار؟ وهل هو فعلًا بتلك الأهمية التي يظهر بها عندما يشاهدون أعمال عدد من مشاهير المصممين مستخدمين نظاماً هندسيًا أحياناً كثيرة منه يكون شبكيًا بخطوط أفقية وعمودية متقاطعة يشبه التصاميم المعمارية أكثر منه عرض لتصميم شعار.
لماذا نحتاج إلى نظام هندسي؟
في بداية عملية تصميم الشعار، من نادر أن يكون لهذا النظام الهندسي أهمية تذكر، فالعمل يكون مركزًا بالأساس على فكرة الشعار المختلفة والتصميم الأولي له، وأنصح بشدة أن تضع فكرة النظام شبكي خلف ظهرك وتنساها عندما تود تصميم شعار ما.
تأتي أهمية النظام الهندسي لاحقًا عندما يرغب المصمم في ضبط التصميم ووضع أساس هندسي سليم له، بحيث تبدو النتيجة النهائية أكثر اتزانًا ووضوحًا وذات عيوب أقل، عدد معتبر من الشعارات يحتاج إلى نظام هندسي متناغم ليكمل ظهورها بالشكل المتزن الصحيح. وأيضا قد يساهم في وضع قواعد ستساعد من يستلم شعارك مستقبلا على التعامل معه بالشكل الصحيح.
يلجأ كذلك المصممون إلى النسبة الذهبية (Golden Ratio) لجعل الشعار أكثر جمالًا بحيث تبدو تفاصيله كلها كتلة واحدة قوية بصريًا، لكن النسبة الذهبية ورقم فيبوناتشي يلحقها من بعض الانتقاد كونها ليست معيارًا صارمًا للجمال والتصميم الجميل، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها لتقييم الشعار إن كان صحيحًا أو خطأ، على اعتبار أن الأخذ بها من البداية سيعطي نتيجة أفضل.
نموذج لشعار يعتمد بشكل أساسي على النظام الهندسي، ولم يتم عمل نظام هندسي له بعد الانتهاء من تصميمه.
هل أحتاج دوماً إلى النظام الشبكي؟
الإجابة “لا“، ليس كل شعار بحاجة إلى نظام هندسي أو شبكي خاص به، بعض الشعارات تترك لحالها كما هي، خاصة الشعارات التي تعتمد على المنحنيات وشعارات فن الخط، التي يكون تناغم الحروف فيها هو نظامها الأساسي، وربما عرض سن القلم فيها.
هنا نموذج لنظام هندسي تم وضعه لاحقاً لثخن الحروف والأبعاد بينها في الشعار لتضمن الاتزان والوضوح فيه.
أما في هذا الشعار للمبدع عبدالعزيز الراشدي، فيبدو واضحًا أن الشعار ليس بحاجة إلى نظام هندسي له، ويكفي التناغم في تشكيل الحروف فيه.
لذا فالنظام الشبكي والهندسي أنت من يضع قواعده لو أردت ذلك، قد توضع هذه القواعد لارتباطات متعلقة بالهوية البصرية، حيث يحتاج الشعار لنظام خاص به ليتماشى لاحقا مع نظام الهوية البصرية، أو قد يكون نظام الشعار هو الأساس الذي يبدأ منه نظام الهوية البصرية، ومن أشهر الأمثلة هنا الشعارات الهندسية المثلثة والمكعبة والتي تكررت بشكل كبير في سنوات ماضي، لكن فيما يخص الهوية البصرية، فالشعار حتما يحتاج لنظام شبكي يضبط مكانه ويضبط مساحات الفراغ من حوله وحجمه بحسب كل تصميم يوضع به، ملصقا كان أو مطوية أو ومضة فيديو.
في العادة توضع هذه الأنظمة ضمن الدليل الارشادي للهوية البصرية، فالدليل هو الأمر الوحيد الذي يمكنه ضبط الهوية في كل مكان، بما فيها الشعار، كالمساحة الفاصلة عموديا أو أفقيا بين الخط والأيقونة في أغلب الشعارات، ونحن هنا نتحدث عن الهوية البصرية التي تعتمد على النظام الهندسي الذي بني به الشعار.
هنا ينتقل العمل من إيجاد نظام هندسي للشعار نفسه لضبطه، إلى وضع نظام هندسي لأبعاد الشعار ضمن الهوية البصرية.
في النهاية يجب أن أقر بأني لست أشجع الاستخدام الاجباري للنظام الهندسي، وأفضل التعامل مع الشعارات من خلال حدسي الخاص، أكثر من النظر إليه كمسألة حسابية تخضع للحكم التجاري الذي يبحث عن ضبط أي شيء للاستفادة القصوى منه، تبقى الشعارات بالنسبة لي فنا حرًا وخاصاً جدًا تفسده في أحيان كثيرة محاولات التعامل معه كما التعامل مع العلوم الرياضية.
_______
ملاحظة: هذه التدوينة مبنية على تجارب خاصة وملاحظات شخصية.
_______
ما شاء الله .. أشكرك على الفائدة
تقدر تفيدني بملف PDF
جزاك الله خير
مستوى راقي بالفعل
نأمل أن نستفيد من بعض خبراتك في تصميم الشعارات
موفق
فعلا موضوع تستمع بقرائته
شكرا لك