هل السؤال التالي صعب؟: ما الذي تريده من موقعك؟
أظنها نقطة البداية والنهاية لأي موقع كان.. منها يبدأ ويحدد أهدافه وعندها ينتهي.. لم أفهم بعد لماذا يرغب البعض في تحويل مواقعهم إلى “مواقع غبية” لا معنى لها؟.
ما يدفعني للحديث عن هذا هو مثال أخير عايشته: مركز جامعي للدراسات والبحوث يرغب في إنشاء موقع له.. يقول صاحب المركز أن هدف الموقع هو التسويق لما ينتجه المركز من خدمات وبحوث وإصدارات ليدفع المهتمين إلى إنشاء مشاريع وشراكات معهم.
شخصيا لا أتصور موقعاً أبسط من هذا.. يحتوي على تعريف بالمركز وأهدافه وربما بعض الصور عنه.. قسم يتحدث عن آخر المستجدات والشراكات والمشاريع وبعض المقالات.. وقسم يستطيع من خلاله توفير بعض الإصدارات للتحميل.. فقط.
عندما تضع هذه الأشياء أمام بعضها البعض تجد أن التصميم لن يصبح أكثر من صفحة مرتبة وواضحة وملخصة لن يستغرق معها الزائر سوى ثوان معدودة حتى يشكل فكرة عن المركز.
يبدو أن هذه البساطة قد شكلت نوعاً من الصدمة لدى صاحب المركز فهو اعتبر ما أقوله نوعا من السطحية وأننا يجب أن نضع الدنيا بأكملها في الموقع وتحت كم هائل من الصور والألوان والزخارف التي لا معنى لها.. وربما اعتبر الأمر بعدها ضعفاً في امكانياتي وأنني غير قادر على تقديم موقع مزدحم بأمور هو ليس في حاجة لها.
إجابتي له كانت “سيكون موقعكم موقعًا غبياً ولن يطول أمده”
يجب التفكير على المدى البعيد.. يعرف الجميع أن المواقع غالبا ما تغير حلتها خلال سنتين أو ثلاث.. وهذا سيشكل عليهم عبئاً.. الميزانية المخصصة للموقع وإدارته التي تعتمد على أحد أفراد المركز في الغالب والذي حتما سيصل به الأمر في يوما إلى الملل والتوقف.. الموقع المزدحم سيشكل عبئاً على المركز – المحدود الأفراد – الذي مهمته الأصلية هي البحث وتقديم الخدمات للجامعات والشركات.. ومهمة الموقع لن تكون أكثر من مهمة بطاقة زيارة لكن بشكل مختلف.
إن لم تكن بحاجة إلى مدونة في موقعك أو حتى ليس لديك وقت لها فلا تضعها.. إنها أمور مزعجة وتضيف عليك عبئاً ذهنيا كلما تصفحت موقعك.
وليس معنى هذا الكلام أن يكون الموقع كئيبا لا معنى له ولا روح.. على العكس هنا تأتي مهتمي الأصلية وهي العمل على تدعيم هوية المركز من خلال التصميم وإضافة ناحية جمالية غير مغترة بالموضة السائدة بين المواقع.
أحيانا أشاهد تناقضاً كبيراً.. بعض المواقع صحيح ليست جميلة وربما بشعة في ألوانها وخطوطها المختارة لكنها مواقع واضحة مصممة لأجل هدف – كموقع إحدى شركات الأشغال العمومية المحلية- وحتى مع بشاعتها فأنت تستطيع التعرف على نوع المنتج وعلى أهداف الشركة وعلى تاريخها وكل شيء بشأنها.. في المقابل تصادف مواقع أخرى صحيح جميلة الشكل لكنك تتوه معها ولا تفهم ما الذي ترغب هذه الشركة في قوله لك؟
وهذا ما أسميه بالغباء في المواقع.. والسؤال دوماً محير: هذا خطأ من؟ المصمم؟ صاحب الموقع؟ أم خطأ الجميع؟
عزيزي حمود
أحيانا عندما تجلس مع عميل يقول لك أشياء وتفهم من بين كلامه أشياء لا يريد قولها بشكل مباشر، أعتقد أن صاحب المركز يريد أن يظهر بمظهر المركز المتعدد والمتشعب الاهتمامات وحتى يعبر عن هذا فهو يريد أقسام وصفحات أكثر في الموقع.
أحيانا يحتاج المصمم الذي ينفذ المشروع بأكمله إلى أن يدمج أفكار تسويقية مع خبرته ورؤيته الفنية ليخدم العميل، وإن لم يكن لدى المصمم خبرة تسويقية فعليه أن ينفذ رغبة العميل الأعرف بمتطلباته
أسئلتك التي نثرتها في آخر التدوينة إجابتها جميعا هو لا، فليس هناك خطأ إنها رغبات، فصاحب الموقع يرغب وأنت كمصمم ترغب ويُمكن دمج الرغبتين ليخرج تصميم يحمل معظم رغبات العميل صاحب الموقع، كلاهما يؤثر في رؤية الآخر لتخرج الثمرة
أغجبني الموضع قرئته إلى اخر حرف , ربما نجد الغباء في المواقع كما ذكرة انت في موضوعك وهوا ان لا تفهم ما الذي ترغبه من الشركة و هذا خطاء صاحب الموقع الاول و الاخير المصمم مهمته التصميم و النصح إذا لم يتقبل صاحب الموقع النصيحة فعمل المصمم التطبيق.
تحياتــــي
كما يقول عالم الكمبيوتر Edsger W. Dijkstra: البساطة بحاجة لجهد شاق لتحقيقها وتعليم لتقديرها، جزئية التعليم هذه يفتقدها كثير من الناس، كثير من الناس يرون التبسيط سذاجة أو ضعفاً في حين أنه قوة وتركيز وأناقة، البساطة بحاجة لمعرفة وخبرة لتقديرها.
أجده خطأ الجميع، المصمم لم يعترض على أن تلك الفكرة غي صالحة، غايته المادة فقط، و صاحب الفكرة يتعقد إن فكرته هي الأصح إطلاقا…
وكأنك تتحدث بما يجول في خاطري، أشهد أنها مقالة مدهشة ببساطتها وقلة حروفها لكنها جمعت كل النقاط المهمة