العمل كمدير فني لمجلة

إن كانت هوايتي ومجالي المهني الأكثر عشقا هو هوية المشاريع والمؤسسات وتصميم الشعارات.. فإن هوايتي الثانية مباشرة هي العمل على وفي المجلات.. فلطالما اعتبرت المجلة كأفضل وسيلة إعلامية مطبوعة إن كانت على قدر من المسؤولية والتخصص.

أرى المجلة تأتي في المنتصف بين الكتاب والجريدة.. تستطيع تحمل التخصص والتلخيص في نفس الوقت.. (لا أصدق كثير الموجات التي تعلن من حين لآخر عن موت الإعلام المطبوع ولا أتماشي معها كثيرًا فهي موجات مغرضة وبعيدة عن واقع آخر وآفاق أخرى لهذا المجال).

لطالما أحببت الإشراف على المجلات وتصميمها وأضاف عليها اهتمامي الأخير بالشعارات وهوية المشاريع والمؤسسات ليطورها خصوصا حين حضيت بفرصة العمل على مجلة حقيقية وترك المجال لي للعمل عليها بكل حرية.

لا أعرف إن كان التعريب صحيحًا أم لا لعبارة “Art Director” لكنني سأكتفي به حالياً.

قطعا سيزم أحدهم شفتيه وأنا أخبره عن مشاهدتي لبعض حلقات Stylista ذلك البرنامج الذي يتنافس فيه بعض مهووسي الأزياء ليانلوا وظيفة لدى مجلة الازياء العالمية ELLE.. سأقول بأن الأمر كان ممتعا بالنسبة لي.. ليس من ناحية مشاهدة صدور الممتلئة ولا سيقان الغزلان ولا الشعور الحريرية الذهبية اللون.. إلا أن حلقة واحدة فقط جعلتني أدرك مدى ما كنت أقوم به من أعمال تحتاج إلى فريق واحد.

في السابق كانت لا أفرق كثيراً بين العمل كمصمم جرافيك وكمدير فني كنت أراهما واحد.. وأقول أين الفرق؟ الآن فهمت أكثر.. فالمدير الفني لمجلة ما يقوم بالتالي:

– يفهم فلسفة المجلة.. يعيشها.. يتحدث بها.. ويطبقها أحيانا.

– يجيد التعامل مع الصور.. يجيد التصوير إلى حد ما.. يختار الصور اللازمة ويحدد نوعية الصور التي يجب أن تتميز بها المجلة.

– يراقب ويتدخل في سياسة المجلة ويعطي أفكاره بشأنها ليحافظ على هويتها التي تشكلت في أذهان قراءها.. غالبا هو قارئ جيد ويجيد الكتابة.

– يتابع مع الكتاب ويتناقش معهم حول مقالاتهم وكيف تعرض.. صورهم الخاصة وكيف تكون.

– غالبا أيضاً مصمم جرافيك محترف أو على اطلاع بالتصميم الجرافيكي.. أو كانت بداياته كمصمم جرافيك فهو يخلق التصميم الداخلي للمجلة ليمتزج مع فلفستها وهويتها.

– المعنى أن الهوية البصرية للمجلة ستكون بين يديه وهو الذي يقرر كيف تكون ولماذا.

– أهم جزء في عمله كمدير فني هو إبداع واختيار أغلفة المجلة.. الأغلفة – وهي فن قائم بذاته –ربما تحتكر الجزء الأكبر من هوية أي مجلة فهي عبارة عن مجموعة رسائل بصرية ومجموعة عناصر للتصميم وهي أول لقاء مع القارئ لذا عليها أن تكون مختارة بدقة. (بالمناسبة لدي ملف كبير اجمع فيه أغلفة المجلات التي تروقني).

– معرفته بالأمور الطباعية واجبة لكنها أيضا بحاجة لأن تكون جنبًا إلى جنب مع وسائل الإعلام الرقمية لتسير الامور كلها على وتير واحدة.

هل نسيت شيئاً؟ لا أدري.. كتبت ما جال بخاطري الآن.. ولا أعتبره إنتقاصا بل هو توضيح لي وتحديد وجهة سيري ونوعية الأعمال التي أقوم بها.