الفنانون والمصورون المحترفون الأكبر سنا دوما لديهم مستوى أعلى يمكنهم دوما من اختيار المكان واللحظة المناسبين للالتقاط صور خالدة لا يمكنك التوقف عن مشاهدتها والابتسام أمام روعتها.. وعندما شاهدت أعمال ” ريان ديار ” ظننت في البداية أنها اعمال رجل في الأربعينيات من عمره مكنته خبرته الواسعة من معرفة الأماكن الصحيحة للتجوال والتقاط الصور وقد صار يعرف جيدًا كيف يصور المناظر الطبيعية بهذه الاحترافية.
المفاجة أنني عندما شاهدت صورة ريان وجدتني أمط شفتي وأقول ” يا لهوي “.. ما يزال شابًا ويقدم روائع فوتوغرافية.
أمضى رايان معظم سنوات العقد الماضي في الترحال في أعالي الجبال مع ولعه الشديد بالبرية وما تقدمه له من مصادر ومشاهد فوتوغرافية لا تنضب.. ومع عينه الحريصة والدقيقة في اختيار الأوقات والزوايا فهو يركز على التقاط مشاهد كبيرة وجريئة مليئة بالتفاصيل الطبيعية وبالألوان المتناسقة فيما بينها.. حتى أنك لتحس ان الصور حية وتكاد تشهر بالنسيم والرياح تجوب تلك السهول والجبال.
وهو ما يترجمه في رؤيته لإيصال مشاعره لحظة إلتقاط الصورة للمشاهد الذي يطالع صوره.. فهو يستمتع بالنسيم البارد في الصباح على جلده.. وبتحطم موجات البحر على الصخور والشواطئ ورائحة الزهور البرية وبرهبة الجبال العظيمة. فهو كما يقول يريد إعادة حياة ذلك المنظر وتلك اللحظة إلى الناس من خلال صورة ثنائية الأبعاد.
كنت أفكر في بلادي الجزائر حين شاهدت أعماله وما يكتبه عن رحلاته.. أليس ممكنا جدًا تحقيق ذات الأمر.. الجزائر بلاد سياحية عذراء لا يعرف الآخرون شيئا عنها.. لن أتمنى زيارة ريان لها فهذا أمر مبالغ فيه بل أتمنى أن يزورها مصورون محترفون من البلاد العربية فقط.. أظنهم سيجدون ما لم يفكروا يوما ليحلموا به.
( سأنشر قريبا حواري مع ريان على حمود آرت )
هذه الصور غير طبيعية مائة في المائة يعني فيها لمسات برامج صور و تعديل ألوان أليس كذلك؟
هذا امر مرفوغ منه يا محمد.. هناك فلتر وأكشنز تساعد على زيادة ووضوح الالوان والتفاصيل والتعديلات ليست كبيرة.. ولا يمكن أن نقول بانها تعديلات بل هي رتوشات صغيرة ولكن أثرها على الصورة كبير.