بعد مشاهدتي لشعار “ستينية الثورة الجزائرية“، أصبت بصدمة حقيقية، لم أكن أتصور أني سأندهش بعد كارثة شعار خمسينية الاستقلال في 2012.. وإذا بكارثة بصرية جديدة، قررت حينها أن أكتب عن الموضوع، ولم يسعفني الوقت، حيث لم تمض بعدها إلا عدة أسابيع ليطالعنا شعار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، صدمة أخرى بعد الصدمة الأولى.. وأحدث بعدها هذا الشعار ضجة بين الجزائريين لاكتشافهم أنه شعار مسروق من فعالية قطرية!!.. ناهيك عن صدمة السعر الذي دفع فيه.
لم أستوعب وقتها مالذي سأكتب عنه بالتحديد!! عن الفشل في إيجاد مصممين جزائريين – أو حتى أجانب – يمكنهم تقديم شعارات لا نقول مبتكرة، ولكن شعارات محترمة بالمستوى الفني المطلوب.. أم عن دور المدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة وفروعها الجهوية، ودور قسم الاتصال البصري فيها ونوعية التخصص والطلبة الذين تخرجهم؟
الأيام الماضية أستطيع القول أنها أصابتني بيأس ووضحت لي مدى البؤس الذي تعاني منه المؤسسات الحكومية في الجزائر، لقد اكتشف عدد من الشباب أن شعار ستينية الثورة الجزائري هو شعار مسروق من كلية طب تايلاندية!! يا إلهي!! ما الذي يحدث؟
لحظة واحدة!.. كيف نسيت؟ لقد تذكرت أن وزارة الثقافة قبل سنوات أطلقت مسابقة لتصميم شعار تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية، لما كانت خليدة تومي على رأس الوزارة حينها، وأذكر أني نشرت الخبر على مدونة شعارات، وجائتي مشاركات عدة من مصممين سعوديين ويمنيين ومصريين، إضافة إلى المشاركات الجزائرية، وفجأة وبكل هدوء وصمت، أعلنت الوزارة بفقرة مقتضبة على موقعها البائس، أن المسابقة ملغاة ورفضت كل الشعارات المشاركة، وذلك “لعدم استيفائها للشروط المطلوبة من طرف المنظمين, شكلاً ومضموناً” .. إلا أن الكارثة صاحبتها بعدها بفترة، حيث ظهر شعار تلمسان، واكتشف الناس أنه قد سرق من مشاركة الأستاذ رشيد حماد من ولاية النعامة.
بالنسبة لي، لدي قرار قديم بعدم المشاركة في أي مسابقة، كما أني أعلم جيداً أن الجهات الحكومية إذا تخلت عن فكرة المسابقة فهي ستقوم بالأمر عن طريق المناقصة، التي على الأغلب صاحبها محسوم أمره من قبل حتى أن يعلن عن المناقصة، والفائز بها هو طرف لا يهمه النتيجة بقدر ما تهمه الفائدة التي سيحصل عليها، ولي تجربة حقيقية في في هذا الجانب.. أنا وأنت نعرف هذا، الجميع يعرف كيف تسير الأمور في الجزائر.
لدينا أمل واحد وحيد، قدموا لنا شيئاً محترماً، لا نريد ابتكاراً، ولا شيئاً خارقاً للعادة.. معروف كيف أن ابتكار شعار جديد ثوري يحتاج إلى فريق كامل وورشات عمل متواصلة وتصورات وأهداف وتوجه بصري وبحث متواصل، واستراتيجية لا تخص فقط الجانب البصري، فهو أمر لا يقتصر على الشعار وحسب.. لكننا لا نريد هذا كله، بما أننا نتحدث عن “شعار يتيم“.. ألا يمكنكم فتح مواقع تصميم الشعارات التي تعج بها الشبكة، ألا يمكنكم البحث قليلاً عن التوجهات البصرية الجديدة الموجودة؟ عن أفكار الشعارات التي تتجه أكثر فأكثر إلى البساطة والرمزية؟ أيعقل أنكم لحد الساعة تفكيركم البصري متوقف عند سنوات السبعينات والثمانينات، – وليس من العيب في شيء أن يكون تصميم مستوحى من تلك الفترة من التاريخ – . ماذا عن اعتمادكم على مبادىء التصميم المعروفة؟ طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة يعرفونها بالتأكيد، المتخصصون منهم بقسم الاتصال البصري أدرى دون أدنى شك، هل فكرتم في التواصل معهم؟ هل كلفتم أنفسكم عناء سؤال فئة من المواطنين بشكل سري عن رأيهم في الشعار؟
هذا ونحن لم نتحدث حتى عن “سرقتكم” لشعارات غيركم، وبكل وقاحة وصفاقة – وجهكم صحيح – وكأن لا أحد سيكشف فعلتكم!!
الآن لم نعد نأمل منكم سوى أن تتوقفوا عن السرقة، لقد تركنا المتسوى البصري الهابط الذي أنتم عليه، وتركنا عدم تقديركم لأهمية شعارات تخص أهم الفعاليات الجزائرية وتقديمها بشكل بشع بغيض، وعن إيذائنا بهذه الشعارات التي يقرف المرء منها وتنسد نفسه عن الطعام عند كل مرة يشاهدها أمامه.. لقد تركنا هذا كله.. فقط توقفوا عن هذه الفضائح. أرحمونا الله يرحمكم.
—-
ملاحظة: يرجى مراجعة الروابط في التدوينة للإطلاع أكثر.
انت تعرف الانتقاد فقط وتعيش في الكويت مع نعاج الخليج فلما تكتب – أنا وأنت نعرف هذا، الجميع يعرف كيف تسير الأمور في الجزائر.- الجزائر بخير بدونك ^^ والاعمال تسير وانت تنبح
وان لم تشارك في المسابقة فلما تحشر نفسك
كما ان الشعار جميل وغير مطابق للذي تتكلم عنه
مختلف ومتميز ويحمل رسالة ويعبر عن ثورة تحريرية دامت 132 سنة مات من اجلها 9 مليون جزائري شريف وليس ابناء الحركى ونحن سنحتفل بها ونفرح 🙂
واتحداك ان تصمم شعار افضل منه لانك ببساطة تترجم مقالات اكاديمية اجنبية فقط ولا تعرف فن التصميم
انشر التعليق ورد علي ان كنت رجل
لا اعلم إن كان لي حق الرد على تعليقك الغير لائق والذي يبدوا من طريقة كلامك انك من قام بالـ “سرقة” على العموم.
انت لم ترد على النقد بل شخصنت الموضوع وهاجمت صاحب النقد (مع ذلك مازال النقد قائم وكافة النقاط التي فيه حقيقية) .
والشعار الذي عبرت عنه بـ “جميل” قبيح بكل ما للكلمة من معاني … وسيئ وغير حديث .. وقبح الشعار وبشاعته لا علاقة له بعبارة “ثورة تحريرية دامت 132 سنة مات من اجلها 9 مليون جزائري شريف ” ومع هذا الكلام يظل الشعار قبيح وقميء وسيء … يع ..
وانت واش تعرف على فن تصميم و الجرافيك اصلا واش تعرف على تاريخ الفن الجرافيكي و مبادئ الاكاديمية … اصلا صاحب الشعار من تصميم وا بالاحرى سرق من طرف فتاة لم تتزاوج 16 من عمرها تدرش أولى ثاناوي … مع العلم تقول الاحصائيات ان الجزائر تملك أكثر من 13000 مصمم ..
لم أكن أريد أن أعلق و لكن صاحب التعليق في الأعلى أضحكني
المهم ربي يهدينا
لو يفيق بهم التايلنديين ستكون تبهديلة عالمية،
يا هلا… أولا صح ليك الإقامة في الكويت، ماخبرتناش 🙂
هذا الموضوع مما أرّقني لفترة ثم سرعان ما تركته لغيره مما هو أهم، تدنّي المستوى الأخلاقي قد انتشر على كل المستويات فصارت “السرقة” التي تعتبرها أنت وأنا لا يرونها كذلك، بدافع “النيف” وسياسة “رانا لاباس ودز ومعاهم” فالرداءة ظهرت لما صارت الأمور تسند لغير أهلها… لا أسترسل فأنا لازلت أستمتع بالتعليق الأول الذي غطى وأخذ الأضواء حقا عن مقالتك كلها… كل عام وأنت بخير، والجزائر بخير!
مبدع بحق وما ذكرته صحيح .. حياك الله أخ حمود
ونتطلع لمزيد من إبداعاتك وأفكارك
+
يمكن لمؤسستكم تنظيم مسابقة تصميم عربية
حياكم الله
أصبح للرداءة مقاييس بكل إختصار.
هههههههههههه أنا الآن أتصفح مدونتك ولأول مرة أضطلع عليها
لن تصدق كلامي لكن والله أن أول ما فكرت فيه يوم ظهر الشعار وشاهدته عرفت أن الشعار مسروق وكان تفكيري ذلك الوقت مطابقا لتفكيرك ههه
تحياتي لك
ولا تلتفت لنهيق الحيوانت لأن للتصميم أهله والحمد لله أعمالك غنية عن الكلام والتعليق…
تحياتي
تحيا الجزائر