إذا كنت ممن مارسوا ذات يوم فن الكوميكس، ولو من باب الهواية، وانشغلت ذات يوم أيضاً بالعمل على مشاهد لمدن خيالية ومناظر طبيعية لكواكب أخرى غير الأرض، وإن كنت أيضاً ممن يحاولون رسم شخصيات خرافية، بملابس غربية، ورموز عجبية، فالأكيد أن فيلماً مثل جون كارتر سيذهلك بمدى الجودة والدقة التي قدم بها كل ما سلف.
أول ما شاهدت الفيلم كان على الطائرة، كانت الجودة خلالها سيئة، لكني أعدت مشاهدته في الأيام الماضية، بجودة عالية جداً، والحقيقة أنني ذهلت مرة أخرى بحجم التفاصيل الفنية التي أعطيت لهذا الفيلم.
حتى الآن لم أقرأ شيئاً عن كواليس الفيلم ومراحل عمله، ولم أطالع حتى ما هو متعلق بالقصة الأم، لكنني اعتمدت على حدسي وخبرتي الصغيرة جداً التي مررت بها يوماً في عملي على رسوم الكوميكس.. وتلك الذاكرة البصرية القوية التي كونتها عنها، وأستطيع القول أن فيلم جون كارتر اعتمد بشكل ربما حرفي على رسوم الكوميكس في كل تفصيل ولو كان صغيراً.
تصوير المناظر على كوكب المريخ أيضاً اعتمد تقريباً على نفس الزوايا التي نشاهدها بالعادة في أعمال مصممي المناظر الثلاثية الأبعاد الذين تشاهد أعمالهم على موقع مثل CGTalk وغيرها.
تصميم الملابس كذلك، وكلما دققت أكثر اندهشت لتلك البراعة والحرفية الملتزم بها، بالإضافة إلى الرموز الغريبة التي تم رسمها وتنفيذها سواء على القلائد او الجدران أو الطائرات وغيرها.
الفيلم بحسب ما قرأت وقت صدوره لم ينجح كما كان متوقعاً له، إلا أنه يشكل علامة فارقة في تحويل قصص الكوميكس إلى واقع، فهناك أفلام عديدة انتقلت من الكوميكس إلى شاشة السينما، لكنها كانت أفلاماً في جانبها الفني سيئة مقارنة بما كان متوقعاً لها من قبل القراء المتابعين.
قصة الفيلم تتحدث عن جون كارتر الذي يهرب من السجن ويبحث عن كنز ذهب سمع به، وأثناء فراره واختبائه بأحد الكهوف يظهر أمامه أحد الكائنات الذي يحاول قتله فيتغلب عليه كارتر، لكن أثناء ذلك وبسبب القلادة التي يحملها هذا الكائن ينتقل كارتر إلى كوكب المريخ حيث سكانه أصحاب البشرة الخضراء وآخرون أصحاب البشر الحمراء كما يسمونهم، وبسبب الاختلاف بين كوكب الأرض والمريخ، يصبح لدى جون كارتر قوة تمكنه من التغلب على من يصارعهم وهو ما يدفع الاميرة ديجاه ثوريس للاستعانة به لإنقاذ مدينتها.
فعلا افلاام الكوميكس حاجة فوق الخياال ……واكثراها روعة الـ Visual effects ….. (y)