Aissam Hamoud
  • الرئيسية
  • عني
  • المدونة
  • معرض أعمالي Portfolio
اختر صفحة

قطر الحياة

لم أرغب في سماع الأغنية في البدء بسبب موقفي من أحمد مكي حول ما قدمه أثناء أزمة مصر-الجزائر، ورفضت مشاهدة أفلامه الأخرى التي لدي ملاحظات كثيرة عليها وأراها أفلاماً ميتة منذ ولادتها، تشاهد لمرة واحدة فقط في حياتها ثم تموت، وهي بالمناسبة أزمة تعاني منها أيضاً أغاني الراب عموماً، فالقليل منها فقط ما يعلق بالذهن.

“قطر الحياة” لأحمد مكي أصفها بالأغنية المتكاملة، كلمات وعبارات سهلة سلسة وعميقة تروي قصة، لحن وتوزيع هادئين يساعدان على الانتباه إلى كلام دون ضجيج أو تغطية عليه، كليب بإخراج ذكي في ترجمة قصة الأغنية مع تمثيل احترافي.

من شاهدوا الأغنية تحدثوا مباشرة عن المدمنين و”آخرتهم السودة” وكيف ينتهي بهم المطاف. لكني أرى أن الأغنية والفيديو كليب لا يتحدثان عن مدمن المخدرات ولا يلقيان عليه سوى نصف التهمة.

أنا لا أرى في هذا الفيديو كليب والأغنية سوى الجزء الآخر من القصة، السنوات التي أكلتنا وتأكلنا كشباب دون أن نحقق شيئاً يذكر، المجتمع العربي الغبي وتأثيره السلبي فينا وعلينا، تصرفات العوائل مع أفرادها وتأثيرها في نفسيتهم وكيف أن تقييمهم للشباب إما غني مترف يعيش في بحبوحة وإما فقير “معفن” لا يصلح لشيء ويستحق كل السب واللعن اليومي المتواصل عليه، حالة العطل التام التي أصبنا بها كأجيال شابة أصبحنا وكأننا في حرب يومية من أجل كرامة مادية تريحنا، ومع هذا فلا شيء نستطيع تحقيقه، لا نستطيع الزواج ولا نحظى بسكن خاص، نكبر وكل الهموم تكبر معنا، تجد أنه ما يزال الوالد يعيل أولاده من بلغوا الثلاثين وأكثر، وتشتد نظرته الساخطة عليهم وهم لا حول ولا قوة فيفرون إلى حياة الشارع ليبتعدوا عنه.

الشخصية التي قدمها أحمد مكي أشفقت عليها كثيراً، لأن هناك إيمان “عن حمق” يسيطر على العقول بأن مصير الانسان يحدده بنفسه وبأن حياتنا من صنع أنفسنا، من ولدوا في رغد من الحياة ويتهمون الآخرين بالعبث عليهم مراجعة تفاصيل حياتهم قبل وصمهم ووصفهم بالسلبية والفساد، ربما يمتلك الانسان 50 في المائة من القرار في تحديد مصيره، الـ 50 في ىالمائة الاخرى يملكها الآخرون بشكل أو بآخر، يذكرني ما شاهدته بـ “سوءة” الكلام متكرر حول ما يعرف بقصص النجاح والتنمية البشرية التي لا تنظر لشيء اسمه الواقع وتبقى تتحدث بسريالية وخيالية غريبة عن حياة الأشخاص وكأنها معادلة رياضية من الدرجة الاولى قابلة للحل، والكلام المتواصل عن الإيجابية وضرورة أن تكون إيجابياً وهو الأمر المستحيل لدى شخصية مثل التي في كليب قطر الحياة.

التعليقات 1

  1. Mesbahi
    Mesbahi بتاريخ 12 يوليو,2012 - 12:27 ص

    مقال جميل أخي ,بارك الله فيك

    الرد

أرسل إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

أحدث المقالات

  • لماذا تحتاج القاموس المصور للتصميم الجرافيكي؟
  • العمل على هوية بصرية
  • حوار مع الخطاط عبدالغني شعير
  • ورشة الشعارات الحروفية
  • مقتطفات عن الهويات والشعارات

الأرشيف

أحدث التعليقات

  • وليدقاسم عبدالله النجار على حوار مع الخطاط عبدالغني شعير
  • تعلم التصميم والجرافيك ديزاين على لماذا تحتاج القاموس المصور للتصميم الجرافيكي؟
  • نبيل على نظرة على مجلة شواطئ
  • دع القلق وابدأ التدوين.. خمسون سببًا يدفعك لبدء التدوين – مدونة فواز على القصة وراء شعار منصة ميديم من تويتر
  • تعلم الالمانية على فن تصميم الشعارات
الحقوق قد تكون محفوظة، لكنك لن تكترث حتماً